السلامة الغذائية في تسخين الأغذية بالمايكروويف: مراجعة علمية متعددة المحاور

هل تعرف ما يحدث داخل طعامك حين يدخل المايكروويف؟ موجات كهرومغناطيسية تحفّز تفاعلات غير مرئية، تُكوّن مركّبات قد تكون مسرطنة، وتُطلق جزيئات بلاستيكية تتسلل لخلاياك. اكتشف ما يغيب عن الدليل التقني، واستعد لرؤية طعامك بعين العلم.

السلامة الغذائية في تسخين الأغذية بالمايكروويف: مراجعة علمية متعددة المحاور
تأثير التسخين الميكروويفي على جودة وسلامة الأغذية


في خضم الاستخدام الواسع النطاق لأفران المايكروويف في البيوت والمكاتب، غالبًا ما يغيب عن الأذهان أن هذا الجهاز لا يُعادل في بنيته الحرارية ولا في أثره الكيميائي أي أداة طهي تقليدية. فالموجات الكهرومغناطيسية التي تُسخّن الطعام لا تخضع لمعيار التجانس الحراري، وتُنتج تفاعلات كيميائية ومركبات قد تتباين بين النافع والضار حسب بنية الغذاء، مادته، ووعائه.

إن هذه السلسلة العلمية لا تهدف لإدانة المايكروويف أو التهويل من أثره، بل إلى تفكيك آلياته الفيزيائية، وتحليل تغيراته الكيميائية، واستكشاف أبعاده الصحية على ضوء الدراسات الحديثة، وصولًا إلى توصيات مدعّمة تجنب الاستخدام الضار وتوجه نحو السلوك الغذائي السليم.

نبذة تاريخية: من هو مخترع المايكروويف؟ وما أول استخداماته؟

يرجع الفضل في اختراع فرن المايكروويف إلى المهندس الأمريكي بيرسي سبنسر (Percy Spencer) في عام 1945، وذلك أثناء عمله على أنظمة الرادار لشركة Raytheon. لاحظ سبنسر صدفةً أن لوح الشوكولاتة في جيبه قد بدأ بالذوبان بينما كان واقفًا أمام صمام مغناطيسي نشط (magnetron)، وهو جهاز ينتج الموجات الكهرومغناطيسية ذات التردد العالي.

فدفعه هذا الاكتشاف الفضولي إلى إجراء سلسلة من التجارب، فقام بتوجيه الموجات نحو بذور الذرة، فلاحظ أنها انفجرت وتحولت إلى فشار، ثم اختبر تسخين بيضة، فانفجرت أيضًا. هذه الظواهر دفعت الشركة إلى تطوير أول نموذج صناعي يُعرف باسم Radarange، وهو فرن مايكروويف تجاري بحجم الثلاجة وطول مترين تقريبًا، وكان يستخدم في المقاصف العسكرية والمطاعم الكبرى فقط نظرًا لضخامته وارتفاع تكلفته.

لم يتم طرح المايكروويف في السوق الاستهلاكية المنزلية إلا في أواخر الستينات وبداية السبعينات، مع تصغير الحجم وخفض التكاليف، ليصبح بعد ذلك أحد أكثر الأجهزة انتشارًا في العالم، بفضل سرعته وسهولة استخدامه.

مبدأ عمل المايكروويف وتأثيره الفيزيائي

تُعدّ أفران المايكروويف من أكثر أجهزة التسخين استخدامًا في البيئات المنزلية والمكتبية، ويرتكز مبدأ عملها على توليد موجات كهرومغناطيسية بتردد يقدر عادة بـ 2.45 غيغاهرتز، تقوم بتحفيز جزيئات الماء والدهون داخل الطعام على الاهتزاز بسرعة عالية، ما يؤدي إلى توليد حرارة داخلية تؤدي إلى تسخين الطعام من الداخل إلى الخارج.

طبيعة التسخين بالمايكروويف: تفاعل موجي-جزيئي

تخترق الموجات الكهرومغناطيسية السطح الخارجي للطعام لمسافة تتراوح بين 2 إلى 4 سنتيمترات، بحسب كثافة وتركيبة الطعام. في هذه المسافة، تبدأ جزيئات الماء، وهي القطبية بطبيعتها، بالاهتزاز استجابةً للتبدّل السريع في الحقول الكهربائية. هذه الحركة الاحتكاكية تُولّد حرارة داخلية تُسخّن الطعام بسرعة نسبيًا مقارنة بطرق التسخين التقليدية التي تعتمد على انتقال الحرارة من الخارج إلى الداخل عبر التوصيل أو الحمل.

غير أن هذا النموذج من التسخين له عيب جوهري يتمثل في التوزيع غير المتجانس للحرارة، وهو موضوع سيُعالج تفصيليًا في جزء مستقل لاحقًا. لكن من المهم الإشارة إلى أن اختلاف المحتوى المائي والدهني في أجزاء مختلفة من الطعام يؤدي إلى تفاوت في الامتصاص، ما يفسّر لماذا قد تكون بعض الأجزاء ساخنة جدًا وأخرى لا تزال باردة، رغم التسخين بنفس الزمن والطاقة.

الطاقة المودعة وتأثيرها على التركيب الجزيئي

على مستوى الجزيئات، فإن تعريض الطعام لموجات المايكروويف لا يؤدي إلى "تشعيعه" أو جعله مشعًا، وهو تصور خاطئ شائع. فالموجات المستخدمة ليست أيونية، ولا تكفي طاقتها لفصل الإلكترونات عن الذرات كما هو الحال في الأشعة السينية أو أشعة غاما. لكنها رغم ذلك تُحدث تغيرات حرارية داخلية سريعة، تختلف طبيعتها عن التسخين البطيء التقليدي.

هذا الاختلاف قد يؤدي إلى:

  • انهيار البنية الثلاثية للبروتينات بسرعة عالية.

  • تفكك بعض الروابط الهيدروجينية والضعيفة بشكل انتقائي.

  • تشكّل جيوب بخار داخلية تؤدي إلى انفجار موضعي أو تمدد ضار.

الاعتبارات الفيزيائية المتعلقة بمكونات الطعام

الأطعمة ذات المحتوى العالي من الدهون تمتص الموجات بشكل أبطأ من تلك الغنية بالماء، لكن تحتفظ بالحرارة لفترة أطول. أما الأغذية المجمدة أو التي تحتوي على طبقات غير متجانسة، فتُعد من الأصعب تسخينًا بشكل متساوٍ، وقد تحتفظ ببرودة أو ببكتيريا في طبقاتها الداخلية رغم التسخين الخارجي الظاهري.

الفرق بين تسخين الأغذية وتحضيرها باستخدام المايكروويف

يخلط الكثير من الناس بين مفهومي التسخين (Reheating) والتحضير أو الطهي (Cooking/Preparation) في المايكروويف، فيظنّون أن الجهاز قادر على أداء المهمتين بالكفاءة نفسها. غير أن الحقيقة التقنية والكيميائية تُظهر فوارق جوهرية في الآليات، الأهداف، والنتائج الغذائية والصحية لكلا الاستخدامين.

التسخين – Reheating

التسخين يعني رفع درجة حرارة الطعام المطهو سابقًا للوصول إلى حرارة مناسبة للاستهلاك. يتسم هذا الاستخدام بما يلي:

الخصائص:

  • زمن قصير (عادة أقل من 3 دقائق).

  • لا يتطلب طهيًا داخليًا للبروتين أو تغييرًا في البنية الكيميائية.

  • الهدف هو الوصول إلى درجة حرارة ≥ 74 °C لضمان السلامة من البكتيريا.

  • يستخدم غالبًا للأطعمة الجاهزة، الوجبات المطبوخة مسبقًا، المشروبات، أو المعلبات.

المزايا:

  • فعّال من حيث الوقت.

  • لا يؤثر كثيرًا على التركيب الغذائي.

  • لا يحتاج إلى مراقبة مستمرة.

المخاطر المحتملة:

  • تفاوت درجة الحرارة داخل الطعام مما قد يبقي بعض البكتيريا حية.

  • خطر "النقاط الباردة" خاصة في الأطعمة الكثيفة أو متعددة الطبقات.

التحضير – Cooking or Preparation

المقصود به طهي الطعام الخام أو غير الناضج كليًا، مثل اللحوم، الدجاج، البيض، الخضروات الصلبة، الحبوب، وغيرها.

الخصائص:

  • زمن أطول (من 5 إلى 15 دقيقة).

  • يتطلب تسخينًا منتظمًا للجزء الداخلي والخارجي للطعام.

  • الهدف هو الإنضاج الكامل عبر تفاعلات فيزيائية وكيميائية مثل تكسير البروتين، الجلتنة، وتفاعل الميلارد.

التحديات:

  • عدم التجانس الحراري بسبب طبيعة الموجات التي تخترق فقط بضعة سنتيمترات.

  • خطر كبير في لحوم الدواجن والبيض إذا لم يتم الوصول إلى درجات حرارة داخلية كافية.

  • بعض الأطعمة (مثل الأرز النيء أو البطاطس) قد لا تنضج بشكل صحيح وتظل غير آمنة.

الاستثناءات:

  • يمكن تحضير الخضروات الرقيقة (مثل البروكلي أو الفاصوليا) بكفاءة عالية في المايكروويف باستخدام كمية قليلة من الماء مع تغطية جيدة.

  • بعض الأطعمة الصناعية الجاهزة صُممت خصيصًا لتُطهى بالكامل في المايكروويف.

المقارنة المباشرة

العنصر التسخين التحضير/الطهي
الهدف رفع حرارة الطعام الجاهز إنضاج الطعام الخام
الزمن قصير (دقائق معدودة) أطول (5–15 دقيقة)
درجة الخطورة متوسطة – ترتبط بالنقاط الباردة عالية – ترتبط بعدم النضج الكامل
الأطعمة الشائعة بقايا طعام، مشروبات، معلبات لحوم، بيض، حبوب، بطاطس
السلامة تعتمد على التقليب والتحريك تتطلب قياس حرارة داخلية دقيقة

توصية علمية: تسخين لا طهي

استنادًا إلى ما توصلت إليه الأدبيات العلمية والتجريبية، تُوصي الهيئات المختصة في الصحة العامة وسلامة الغذاء، وعلى رأسها الـFDA، USDA، وEFSA، بعدم استخدام المايكروويف كوسيلة أساسية لتحضير الطعام الخام أو النيء، وخاصة الأطعمة التي تتطلب إنضاجًا عميقًا أو متجانسًا مثل:

  • لحوم الدجاج والأبقار.

  • البيض النيء.

  • الأرز والبطاطس والعدس.

  • الأطعمة المجمدة ذات البنية متعددة الطبقات.

ويرجع هذا التوجيه إلى ثلاثة أسباب مركزية:

البنية الحرارية غير المتجانسة

المايكروويف يسخّن عبر موجات تتغلغل فقط لعدة سنتيمترات، ما يجعل مركز الطعام عرضة للبقاء في درجات حرارة دون العتبة اللازمة لتعقيم البكتيريا والطفيليات (عادة ≥ 74 °C). هذا الخلل يعزز احتمال بقاء مسببات الأمراض مثل السالمونيلا والإيكولاي في مناطق باردة داخل الطعام.

قصور في تحفيز التفاعلات الحرارية البنيوية

الطهي الحقيقي لا يعتمد على رفع الحرارة فقط، بل على تحفيز تفاعلات معقدة مثل:

  • تفاعل ميلارد (الذي يعطي النكهة واللون للطعام).

  • تحلل البروتين إلى أحماض أمينية قابلة للهضم.

  • جلتنة النشويات.
    وهذه التفاعلات تحتاج إلى توزيع حراري متجانس وبقاء حراري مستمر — وهو ما يُعجز المايكروويف عن تحقيقه دون تقنيات صناعية متقدمة غير متاحة منزليًا.

عدم قدرة المستهلك العادي على التقييم الدقيق للسلامة

في التسخين، يمكن للمستهلك أن يقيّم حرارة الطعام ظاهريًا ويقيسها إذا أراد. أما في الطهي، فغالبًا لا يمتلك الوسائل أو الخبرة لتحديد ما إذا كانت كل أجزاء الطعام قد وصلت لدرجة السلامة. وهذا الخلل في التقييم يُعد عامل خطر إضافيًا.

الخلاصة:

استخدام المايكروويف يجب أن يُقيّد بالتسخين فقط، وضمن سياق خاضع لضوابط مثل التقليب، قياس الحرارة، وفهم البنية الحرارية للطعام. أما استخدامه في الطهي الكامل للأطعمة النيئة فهو محفوف بمخاطر بيولوجية وتغذوية، ويجب تجنبه إلّا في الحالات التي يكون فيها الجهاز والطعام مصممين خصيصًا لذلك وفق معايير صناعية صارمة.

التغيرات الكيميائية وتكوّن المركبات الضارة

ما هو الأكريلاميد وكيف يتكوّن؟

الأكريلاميد هو مركب عضوي سام يتكوّن بشكل رئيسي في الأطعمة النشوية عند تعرضها لدرجات حرارة مرتفعة (> 120 °C)، وينتج عن تفاعل حمض الأسباراجين (Asparagine) مع السكريات المختزلة ضمن ما يُعرف بـ "تفاعل الميلارد" . وقد صنفه الوكالات الدولية مثل IARC ضمن المجموعة الثانية A كـ"مسرطن محتمل للإنسان"، رغم أن الأدلة الوبائية لا تزال محدودة حتى الآن .

تأثير المايكروويف على تكوّن الأكريلاميد

  • تشير دراسات عديدة إلى أن التسخين بالمايكروويف، خاصة عند مستويات قوة عالية، يمكن أن يؤدي إلى نسب أعلى من تكوّن الأكريلاميد مقارنة بالتسخين التقليدي .

  • تجربتان بارزتان:

    1. دراسات من NCBI تفيد أن التسخين الميكروويفي للطّعام ينتج كميات أكبر من الأكريلاميد مقارنة بالطرق التقليدية .

    2. تجربة محددة أظهرت أن تسخين المسحوق النشوي مع Asn في الميكروويف أنتج زيادة بمقدار 3.5 مرات في تركيز الأكريلاميد مقارنة بنفس العملية بكتلة حرارية .

  • دراسات أخرى على البطاطا المبشورة أظهرت نتائج مشابهة، حيث تجاوزت مستويات الأكريلاميد تلك الناتجة عن القلي .

السبب العلمي: تؤدي المجالات الكهربائية المتقلبة إلى تسريع تفاعلات الميلارد، وتخفيض العتبة الطاقية اللازمة لتفكك الأسباراجين، مما يزيد من معدل تكون الأكريلاميد بسرعة أكبر مما يحدث عند التسخين التقليدي .

أكسدة الدهون وتكوّن مركبات ضارة

عند تسخين الزيوت والدهون في الميكروويف، تحدث عمليات أكسدة تؤدي إلى إنتاج الجذور الحرة، البيروكسيدات، والبوليمرات المؤكسدة التي تعتبر ضارة عند استهلاكها:

  1. دراسة على زيت الزيتون البكر (EVOO) أظهرت أن:

    • تعرّض الزيت لقوة 500 W أدى إلى ارتفاع واضح في درجة الحمضية (free acidity) وقيم الامتصاص عند طول موجي 270 نانومتر (K270)، مع فقدان واضح للمواد المضادة للأكسدة (الفينولات)، وارتفاع محتوى acrolein مقارنة بالتسخين التقليدي. 

  2. دراسات إضافية على زيوت مختلفة (الكتان، عباد الشمس، فول الصويا) سجلت:

    • ارتفاعًا كبيرًا في قيمة البيروكسيد (peroxide value)

    • انخفاضًا حادًّا في مضادات الأكسدة وتكوين نواتج الأكسدة الثانوية مثل الألدهيدات والبنزينات 

  3. أمثلة على منتجات اللحوم أظهرت أن الاستخدام المتكرر للمايكروويف أثناء الطهي أو إعادة التسخين يزيد من نشوء مركّبات أكسدة الكوليسترول (COPs) مثل 7‑hydroxycholesterol، وهي مواد ذات تأثير سام ومسبّبة للالتهابات والأمراض القلبية.

الخلاصة :

العملية التكوين الكيميائي الأثر الصحي
الأكريلاميد تفاعل بين Asn + سكريات → أكريلاميد مسرطن محتمل
أكسدة الدهون زيوت → بيروكسيدات، جذور حرة سمّية عالية، التهاب، أمراض مزمنة
مركبات أكسدة الكوليسترول COPs في لحوم

تؤثر على القلب والأوعية

فقدان العناصر الغذائية عند تسخين الطعام بالمايكروويف

آليات الفقد الغذائي في الطهي

في جميع طرق الطهي، تتأثر العناصر الغذائية بدرجات متفاوتة وفقًا لعدة عوامل: نوع المادة الغذائية، طريقة الطهي، درجة الحرارة، مدة التسخين، ووجود الماء أو الزيت أثناء التحضير. ومن حيث التأثير، تتصدر الفيتامينات قائمة العناصر الأكثر عرضة للفقدان، تليها بعض مضادات الأكسدة الحساسة للحرارة. تُعد الحرارة عاملاً أساسيًا في تكسير الروابط الجزيئية لبعض المركبات الغذائية، كما أن التعرض الطويل لها يؤدي إلى انخفاض حاد في الفيتامينات القابلة للتأكسد أو الذوبان في الماء. يُضاف إلى ذلك أن المعادن والأحماض الأمينية عمومًا أكثر مقاومة للحرارة، لكن يمكن أن تُفقد جزئيًا بسبب تسربها إلى سوائل الطهي.

فيتامين C: المؤشر الأهم لحساسية الحرارة

فيتامين C (حمض الأسكوربيك) يُعتبر أحد أكثر العناصر تأثرًا بالحرارة، والأكثر استخدامًا كمؤشر لتقييم كفاءة طرق الطهي. وقد أظهرت دراسة كورية مرجعية على أربعة أنواع من الخضروات (البروكلي، الجزر، السبانخ، البطاطا الحلوة) ما يلي:

  • عند الطهي باستخدام الميكروويف، تم الحفاظ على 90% أو أكثر من محتوى فيتامين C.

  • في المقابل، عند السلق، تراوحت نسبة الفقد بين 37% و74% حسب نوع الخضار.

  • عند التبخير، انخفضت الخسارة إلى ما بين 14% و51%، وهي أفضل من السلق ولكن دون مستوى المايكروويف.

ويُعزى هذا التفوق إلى عاملين:

  1. قِصر مدة التسخين في المايكروويف.

  2. قلة أو انعدام كمية الماء المستخدم، ما يقلل من ذوبان الفيتامين في السائل وفقده مع التصريف.

الفيتامينات الأخرى: B، K، E

  • فيتامينات B، وخاصة B1 (الثيامين) وB6 وB12، تتأثر أيضًا بالحرارة، لكن الدراسات تشير إلى أن المايكروويف يحتفظ بكميات أكبر منها مقارنة بالسلق أو الطهي في الفرن. وتفيد تقارير من Harvard Medical School أن المايكروويف يحمي B12 نسبيًا في اللحوم والحليب مقارنة بالغلي.

  • أما الفيتامينات الذائبة في الدهون، مثل K وE، فهي أكثر استقرارًا تجاه الحرارة. وهناك دلائل على أن المايكروويف قد يزيد من التوافر الحيوي لها عن طريق تكسير الجدران الخلوية للنباتات، ما يحرر هذه الفيتامينات من روابطها البروتينية أو الليبيدية.

البروتينات والدهون: التأثر الهيكلي لا يعني فقدًا غذائيًا

رغم أن البروتينات قد تخضع لتغيرات بنيوية (denaturation) نتيجة التسخين، إلا أن ذلك لا يؤدي بالضرورة إلى انخفاض في القيمة الغذائية، بل قد يزيد من قابليتها للهضم في بعض الحالات. أما الدهون، فتتحمل الحرارة نسبيًا، ولكن أكسدتها في المايكروويف قد تكون أسرع إذا كانت غير مشبعة وجرى تسخينها لفترات طويلة، مما يُنتج مركبات ضارة كما ذُكر في الجزء السابق.

المعادن والألياف ومضادات الأكسدة

  • المعادن مثل الكالسيوم، الحديد، الزنك، والبوتاسيوم، لا تتأثر مباشرة بالحرارة، لكن قد تُفقد إذا تم طهي الخضار في ماء كثير ثم تم التخلص منه.

  • أما مضادات الأكسدة النباتية (مثل الفلافونويدات والكاروتينات)، فهي أكثر استقرارًا نسبيًا، وبعضها يتحرر بكفاءة أعلى عند التسخين المعتدل، شريطة عدم تعريضها للحرارة المفرطة أو لوقت طويل.

الخلاصة:

العنصر الغذائي تأثير المايكروويف ملاحظات علمية
فيتامين C أفضل الطرق لحفظه تفوق على السلق والبخار
فيتامينات B خسائر معتدلة أقل من الطرق التقليدية
K وE تأثير طفيف أو زيادة في التوفر خاصة في الخضار الورقية
البروتينات تغير بنيوي فقط قد تزيد من الهضمية
الدهون عرضة للأكسدة عند تسخينها لفترة طويلة
المعادن لا تتأثر مباشرة ما لم تُفقد مع ماء الطهي
مضادات الأكسدة استقرار نسبي يتحسن التوافر مع تسخين خفيف

مخاطر الأدوات والحاويات البلاستيكية عند تسخين الطعام

انبعاث الميكروبلاستيك والنانوبلاستيك

دراسة جامعة نبراسكا–لينكولن (2023) استخدمت حاويات بلاستيكية مصنوعة من البولي بروبيلين والبولي إيثيلين صالحة للاستخدام في المايكروويف، وُجد أنها تطلق أثناء التسخين ثلاث دقائق (1000 W):

  • أكثر من 2 مليار جزيء نانو و4 مليون جزيء ميكرو لكل سنتيمتر مربع من سطح الحاوية 

  • تعرض الخلايا الكلوية البشرية لهذه الجزيئات أدى إلى وفاة حوالي 75% منها خلال يومين 

هذه الجزيئات الدقيقة تخترق الحواجز الخلوية، وقد تتراكم في الدماغ والأنسجة — وإن دلت الأبحاث على ارتباطات بينها وبين التهابات وأضرار عصبية، في الوقت الذي ما زال التأثير البشري طويل المدى قيد الدراسة .

تسرب المواد الكيماوية الضارة

  • BPA والفثاليتات: مركبات معمول بها لتحسين صلابة أو ليونة البلاستيك، وقد ثبت أنها مضرة بالغدد الصماء وتؤثر على النمو والإنجاب والتمثيل الغذائي

  • هذه المواد تزداد تسربًا عند التسخين أو التجميد — وليس فقط عند التسخين — حتى لو كانت الحاويات معنونة بـ "آمنة للمايكروويف" .

  • الدراسات تشمل حالات محاكاة مع طفلات، حيث أدى الاستخدام المتكرر لهذه الحاويات إلى زيادة BPA والفثاليتات في البول والعينات البيولوجية .

التفاعلات الحرارية والتفكك

تحت حرارة المايكروويف، يتعرض البلاستيك لعمليتي:

  1. الهيدروليز بفعل الماء الساخن داخل الطعام، ما يفكك الروابط البلمرية.

  2. تليين وتخلخل البلاستيك، مما يسهل خروج الجزيئات والمواد المضافة .

هذا اللون الأحمر المتبقّي على الحاوية بعد التسخين هو دليل على تغيّر هيكل البلاستيك واجتياح الطعام له .

الآثار الصحية المحتملة لاستخدام العلب البلاستيكية في المايكروويف

لا يقتصر القلق من تسخين البلاستيك في المايكروويف على انبعاث النانوبلاستيك فحسب، بل يتعداه إلى الأثر البيولوجي الواسع النطاق للمواد الكيميائية المتسربة من العلبة- او الحاوية- ، مثل البيسفينول A (BPA) والفثاليتات (Phthalates)، وهي مركّبات تدخل في تصنيع البلاستيك لتحسين خواصه الميكانيكية.

الخلل الغددي (Endocrine Disruption)

أظهرت الدراسات أن مركب BPA وغيره من المواد المضافة للبلاستيك تتصرف في الجسم كسلوك يشبه الهرمونات، ولا سيما هرمون الإستروجين، فتعمل كـ"مُحاكيات هرمونية" (Hormone Mimics) ترتبط بمستقبلات الغدد وتشوّه استجاباتها.

هذا الاضطراب في الجهاز الصمّاوِي يؤدي إلى:

  • اختلال في عملية التمثيل الغذائي: خلل في الأنسولين وزيادة في احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

  • السمنة: بسبب التأثير على تنظيم الشهية وتخزين الدهون.

  • المشكلات الإنجابية: ضعف الخصوبة عند الذكور، واضطرابات الدورة الشهرية لدى الإناث، ومشكلات في نمو الجنين.

  • السرطان: تشير العديد من الدراسات التجريبية إلى صلة محتملة بين التعرض المزمن لـ BPA وحدوث أنواع معينة من السرطان مثل سرطان الثدي والبروستاتا.

ولأن الجسم يتعامل مع هذه المواد على أنها "شبيهة هرمونية"، فإن تأثيرها قد يظهر بجرعات صغيرة جدًا، وهو ما يُعرف علميًا بـ "non-monotonic dose response"؛ أي أن الجرعات الصغيرة قد تكون أكثر تأثيرًا من الكبيرة بسبب تحفيزها المزمن وغير المتوازن للجهاز الهرموني.

التأثير التنموي على الأطفال والأجنّة

الفترة الجنينية وأوائل الطفولة هي أكثر الفترات هشاشة وتأثرًا بمثل هذه المركبات. فقد أشارت الأبحاث إلى أن الأطفال الذين تعرضت أمهاتهم لمستويات مرتفعة من BPA والفثاليتات خلال الحمل، أظهروا:

  • تباطؤًا في النمو البدني.

  • تغيرات في السلوك العصبي والنفسي، مثل ضعف التركيز وفرط النشاط، إضافة إلى مؤشرات على القلق والاكتئاب في مراحل عمرية لاحقة.

  • اضطرابات في الوظائف المعرفية والقدرات اللغوية.

الآلية المقترحة لهذا التأثير ترتبط بقدرة هذه المركبات على التسلل إلى المشيمة وتغيير المسارات الهرمونية التي تنظم تطور الجهاز العصبي والغدد التناسلية للجنين.

السميّة الخلوية والتوتر التأكسدي

أظهرت التجارب المخبرية أن تسخين الطعام في أوعية بلاستيكية يؤدي إلى إطلاق ميكروبلاستيك وجزيئات نانوية تتفاعل مع خلايا الجسم، وتُظهر:

  • زيادة ملحوظة في مؤشرات التوتر التأكسدي (oxidative stress)، ما يخلّ بتوازن الخلايا ويعرضها للتلف.

  • إثارة العمليات الالتهابية المزمنة في الأنسجة.

  • زيادة معدل موت الخلايا المبرمج (apoptosis)، كما لوحظ في الخلايا الكلوية والخلايا العصبية في التجارب المختبرية.

إشكالية الإدعاءات "آمن للمايكروويف"

من أكبر المفاهيم المغلوطة في هذا السياق هو أن وجود وسم "Microwave-Safe" أو "BPA-Free" يعني أن الحاوية خالية تمامًا من الخطر. والواقع العلمي يكشف العكس تمامًا.

  • مصطلح "آمن للمايكروويف" لا يشير إلى السلامة الكيميائية للطعام، بل فقط إلى قدرة الحاوية على مقاومة الانصهار أو التشقق عند التسخين. لا يُلزِم هذا الوسم الشركات بإجراء اختبارات تلوث للغذاء الناتج.

  • الاستعاضة عن BPA لا تعني غياب الأثر الضار. فالدراسات أثبتت أن بعض البدائل مثل BPS وBPF قد تكون أشد تأثيرًا هرمونيًا من BPA نفسه، مما يجعل المسمّى مضللًا من الناحية الصحية.

في غياب لوائح صارمة تختبر التأثيرات البيولوجية لجميع المركبات البلاستيكية، تبقى هذه الأوسمة غير كافية لحماية المستهلك.

 توصيات عملية مدعومة علميًا

لحماية الصحة وتقليل مخاطر التسخين في المايكروويف، توصي الجهات البحثية والهيئات الصحية بما يلي:

أولًا: الامتناع الكامل عن البلاستيك عند التسخين

  • استخدام أوعية من الزجاج المقاوم للحرارة (مثل البيركس)، السيراميك، أو الفولاذ المقاوم للصدأ.

  • يُفضَّل اختيار المواد غير المطلية من الداخل أو التي لا تحتوي على طبقات لاصقة أو ملونة.

ثانيًا: التعامل الحذر مع البلاستيك عند الضرورة

  • في حال تعذر الاستغناء الكامل عن البلاستيك:

    • لا تسخّن الطعام في الأكياس البلاستيكية، أو علب الزبادي، أو علب التغليف التجارية.

    • تجنّب تمامًا تعريض البلاستيك لتسخين طويل (أكثر من 2-3 دقائق) أو طاقة عالية.

    • تجنّب تغطية الطعام بالبلاستيك اللاصق؛ استخدم أغطية من الورق أو القماش أو اترك فتحة للتهوية.

ثالثًا: الاحتياطات عند إزالة الأغطية

  • يُفضّل ترك الطعام يبرد لعدة ثوانٍ قبل إزالة الغطاء لتقليل ضغط البخار الحامل للجزيئات الضارة.

  • ارتدِ قفازًا أو استخدم منشفة عند رفع الأغطية، ووجّه البخار بعيدًا عن الوجه.

الخلاصة:

المجال الصحي الخطر المرتبط بالبلاستيك المسخن الآلية المحتملة
الغدد الصماء اضطراب الهرمونات، السكري، السمنة، السرطان تفاعل كيميائي مشابه لهرمون الإستروجين
النمو العقلي والبدني خلل في نمو الدماغ والسلوك لدى الأجنة والأطفال تسلل عبر المشيمة وتأثير على الجهاز العصبي
الخلايا والأنسجة موت خلوي، التهابات، إجهاد تأكسدي تفاعل الجزيئات النانوية مع البنية الخلوية
السلامة العامة وسم مضلل "آمن للمايكروويف" لا يقيس التلوث الكيميائي للطعام
الوقاية استخدام الزجاج أو السيراميك بدل البلاستيك تقليل التعرض للجزيئات الكيميائية

التسخين الغير المتكافئ وخطر التسمم الغذائي

جوهر المشكلة (Cold Spots)

المايكروويف يدفئ الطعام بطريقة مختلفة عن التقليدية؛ فالموجات تخترق السطح الخارجي فقط (~1–2 سم)، بينما تعتمد بقية الحرارة على الانتقال الحراري من الخارج إلى الداخل . الأمر يؤدي إلى تفاوت حراري ملحوظ داخل الأطعمة، خاصة السميكة أو المتنوعة في القوام، مما ينتج:

  • مناطق باردة (Cold Spots) لا تصل فيها درجات الحرارة المطلوبة لتعقيم الطعام وقتل البكتيريا الممرضة 

  • مثلًا، الطعام قد يبدو ساخنًا على السطح بينما تبقى الطبقات الوسطى باردة وخطرة.

أدلة توثّق التسمم الغذائي

  • حالة توثيقية في موسوعة PubMed استخدمت دراسة في مشهد "استيك لحم الخنزير"، حيث حدث تسمم جماعي بـ Salmonella: من 30 شخصًا أعيد تسخين وجبتهم في المايكروويف، أُصيب جميعهم، بينما لم تُصب أي من المجموعة التي استخدمت الفرن التقليدي أو المقلاة 
  • تجربة أسترالية أظهرت أن 44 شخصًا أُصيبوا بتسمم غذائي (Salmonella) بعد إعادة تسخين وجبة دجاج وأرز، لأنهم تخطّوا التركيز على الـ "standing time" وهو الوقت المطلوب بعد التسخين .

دراسات علمية حديثة: الأطعمة الجاهزة للميكروويف

  • دراسة في كوالالمبور شملت 329 عينة من الوجبات الجاهزة أظهرت أن:

    • نحو 20% أظهرت تلوثًا بـ Salmonella

    • و26% أظهرت وجود E. coli أو حتى سلالة STEC O157 H7

    • نحو 96% لم تحقق درجات حرارة ≥ 75 °C في قلب الطعام، مما يشير إلى بقاء البكتيريا حية 

هذه النتائج تظهر خطرًا ملموسًا عند استخدام المايكروويف دون ضبط دقيق وابتياع استراتيجيات صحية.

توجيه نحو السلامة:

وفقًا لتوصيات Penn State، FDA، USDA، وأطباء الصحة العامة:

  1. تحريك الأطعمة/تقليبها نصف المدة أثناء التسخين "دع الطعام لمدّة 2–5 دقائق بعد التسخين" للسماح للحرارة بالانتشار .

  2. التحقق من درجة الحرارة الداخلية ≥ 74 °C (165 °F) باستخدام الترمومتر الغذائي لضمان سلامة استهلاك اللحوم والأطعمة الجاهزة .

  3. تنظيف المايكروويف وقاعدة العمل باستمرار، خصوصًا في الأماكن المشتركة كالعمل، لتفادي التلوث العابر والتراكمي .

  4. تجنب تسخين أغذية مثل الحليب لصنع الرضع، وذلك تجنبًا للحصول على تسخين غير متجانس قد يؤدي إلى حروق 

تصنيفات الأواني والمواد المستخدمة في المايكروويف: الأنواع المسموح بها والممنوعة

يُعتبر اختيار الأواني المستخدمة في المايكروويف عنصرًا بالغ الأهمية في السلامة الغذائية، ليس فقط من حيث تحملها الحراري، بل في قدرتها على مقاومة إطلاق المواد الكيميائية، وتفاعلها مع الموجات الكهرومغناطيسية. يمكن تصنيف المواد إلى أربع فئات رئيسية: مسموح بها بوضوح، مسموح بها بشروط، ممنوعة تمامًا، ومضلِّلة عند الاستخدام.

الفئة الأولى: أوانٍ آمنة بامتياز (مُوصى بها)

١. الزجاج المقاوم للحرارة

  • مثل البيركس (Pyrex) أو البوروسيليكات.

  • لا يتفاعل مع الطعام، لا يمتص الروائح أو الألوان، ويُعد الخيار الأمثل للتسخين أو الطهي.

  • يتحمل تغيرات الحرارة المفاجئة نسبيًا.

٢. السيراميك المطلي غير المزخرف بالمعادن

  • مثالي للتسخين، خاصة إذا كان من النوع المخصص للمايكروويف.

  • يجب التأكد من خلوّه من الطلاء المعدني أو الشقوق التي قد تُضعف بنيته وتسمح بتسرب الحرارة بشكل غير متوازن.

٣. أدوات السيليكون المقاومة للحرارة

  • تتحمل درجات حرارة عالية (عادة حتى 220–250°C).

  • آمنة عند الطهي الخفيف أو التسخين، شرط أن تكون مخصصة للطعام وخالية من الإضافات الصناعية الرخيصة.

الفئة الثانية: أوانٍ مسموح بها بشروط

١. البلاستيك المعنون بـ "Microwave Safe"

  • رغم تحمله للحرارة من حيث التشوه، فهو ليس آمنًا دائمًا من حيث السلامة الكيميائية.

  • لا يُستخدم لتسخين طويل أو لطعام يحتوي دهونًا أو سكريات عالية، لأن هذه المواد ترفع درجة الحرارة وتتفاعل مع البلاستيك.

٢. الورق والشمع المقوى (مثل أكواب القهوة)

  • مسموح به لتسخين سريع جدًا (ثوانٍ إلى دقيقة)، وليس للطبخ.

  • يجب تجنب الورق المعالج بالشمع الصناعي أو المزخرف.

الفئة الثالثة: أوانٍ ممنوعة تمامًا

١. المعادن والفويل (ورق الألمنيوم)

  • تعكس الموجات وتسبب شرارات قد تؤدي إلى اشتعال أو تلف الجهاز.

  • تشمل الملاعق، الأطباق المعدنية، الأغطية المزخرفة، وحتى شرائط التغليف المعدنية.

٢. الأواني البلاستيكية غير المصنّفة

  • مثل علب الزبادي، أو عبوات الآيس كريم، أو العلب التجارية الجاهزة.

  • تحتوي على ملدنات قابلة للتسرب عند أدنى حرارة، وبعضها يذوب جزئيًا ويُطلق مركبات سامة.

٣. الأكياس البلاستيكية وورق التغليف العادي

  • قد تذوب أو تلتصق بالطعام أو تُصدر أدخنة سامة عند تسخينها.

الفئة الرابعة: أوانٍ مضلِّلة عند الاستخدام

١. الحاويات المزخرفة بمعدن خفي أو دهانات ذهبية

  • تبدو آمنة ظاهريًا لكنها تحتوي على مركبات موصلة كهربائيًا.

  • تسبب شرارات وقد تؤدي لتدمير المايكروويف.

٢. السيراميك اليدوي الصنع أو المحلي غير المختبَر

  • قد يحتوي على شوائب معدنية أو طلاء غير مستقر كيميائيًا.

  • غير محكم الغلق وقد يسمح بتسرب الحرارة أو تلوث الطعام.

الخلاصة:

نوع الأواني مدى الأمان ملاحظات أساسية
الزجاج الحراري آمن جدًا الأفضل للمايكروويف
السيراميك المخصص آمن بدون طلاء معدني
السيليكون الغذائي آمن بشروط لا يُستخدم لزمن طويل
البلاستيك "الآمن" مقبول بحذر لا يُسخن الدهون أو السكر فيه
المعادن والألمنيوم ممنوع تمامًا خطر شرارات واحتراق
الأكياس والورق غير المعالج غير آمن خطر الذوبان والتسمم

لا يكمن الخطر في المايكروويف كأداة بذاتها، بل في الجهل بطبيعة عمله، والتساهل في استخدامه دون وعي بالمكونات، أو الأوعية، أو طبيعة الطعام. فالمايكروويف، رغم سرعته وسهولة استخدامه، يطرح تحديات حرارية لا تُرى بالعين المجردة، وتفاعلات كيميائية قد لا يُشتمّ لها رائحة، لكنها تترك أثرًا بيولوجيًا يتراكم ببطء داخل الخلايا. من هنا، فإن تبني منظور علمي رشيد لا يعني رفض التكنولوجيا، بل احتواؤها ضمن أُطر معرفية تحمي الصحة وتُبقي على سلامة الغذاء. والحكمة ليست في الرفض المطلق أو القبول المطلق، بل في التوازن المعرفي بين الفائدة والمخاطر، وهو ما تسعى هذه الدراسة لتقديمه.